كم احبك يا خالقى

في لحظة حب! !

في لحظة حب !!

في لحظة حب أحببتك؟

بل أحببت السجود لك

أحببته حبا أنساني من طوله لم أشعر بالزمان ولابالمكان، على الأرض

سجد الجبين، وفى السمـاء؛ حلقت الروح في عالم من جمال و روح وريحان،

وشعرت بنعمة الإسلام لك.... مساكين هؤلاء الذي لا يعرفون

الاستسلام لـك، مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ...

مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم في التراب لغير وجهك،مساكين

هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية في الخضوع لك وحدك والسجود

لجلال عظمتك ..

.. لقد شعرت بسجودي هذا أنني أعلى من كل القيود،

وكيفلا وأنا أسجد لك، وشعرت أنها سجدة الحرية الحقة التي تعتق

النفس فيها من أغلال الأرض وقيودها وأحقادها، فتحررت نفسي

وروحي وعقلي وكل كياني وصرت بهاحراً حراً.

وفى تلك اللحظة

لحظة حب وخضوع ، فهمت قول الحبيب محمداً :

أرحنا بها يا بلال كم كنت مرتاحة..!!.... كم كنت مرتاحة في سجودي لك

.... في تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب.

و في لحظة حب شعرت كم أنت منى قريب قريب، وأحسست بك تسمع

كلامي وترى مكاني وتعلم حالي، ففاضت عبراتي،

وارتعد القلب نشوة

وحباً هاتفاً بصوت كادت تتكسر منه الضلوع .... يا حبيبي يا الله ... ياالله

يا حبيبي أمد بها الصوت مداً ... في نغم ساحر، ونداء خاشع، سكن به

الجسد واطمأن به القلب وهدأت به الجوارح .. في لحظة قدسية تمنيت

لوكانت كل الحياة ... وكل الزمن.

عندما يكبر حب الله في القلب تصغر كل الأشياء، ويسمو ذاك القلب

وتسمو الروح والأحاسيس والمشاعر ... يسمون جميعا فوق الدنيا

ويرفرفون بأجنحة فضية في أفق عالٍ وسماء، وتنزاح اكتئابات الدنيا

وظلام الليل الدامس

،
ويعود الفجر حثيثاً يشرق في القلب ويضيء الدنيا؛

عملاً وجهاداً … في لحظة حب حرة من ضغط الأرض، وقيد الأرض،وفكر

الأرض، وشر الأرض، وظلم الأرض ... تتفتح أزهار،تورق أشجار، وتخضر

الأرض الموغلة في البعد عن الله

... فيا كل الناس .... لحظة حب حرة:
تسرى في القلوب ... تحييها من مواتها وتبعث فيها من جديد حياتها.

كم أحبك يا خالقي..،، يا الله رحماك سبحانك....