قضية اليوم .. هي فرع من إشكال كبير
نعيشه في مجتعنا على وجه الخصوص ..
و أنا حين أقول " مجتمعنا " ،لا يعني هذا
انفصال مجتمعنا ، عن المحيط الخارجي ..
فـ هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الأكبر
في الخليج ..
و مما هو أكبر و أكبر .. في الوطن العربي ككل ..
/
على أية حال .. كنت أقول
أن ما أريد الحديث عنه ، هو فرع من إشكال كبير
و الإشكال الكبير .. هو " العلاقة مع الذات "
لأننا شعوب .. لم تتصالح مع ذواتها
في مجمل الإنطباع .. لا في استثناءاته ..
و ينتج عن ذلك .. أمور كثيرة
تجعل من الشخص ، يتوجس من أقواله
أو أفعاله .. خشية ردات الفعل
التي عادة ، لا تكون إيجابية من الغير
نتيجة هذه العلاقة السالبة ، مع ذواتنا ..
/
ينتج عن هذه العلاقة السالبة ..
تشوه في نظراتنا ، تجاه الأمور ..
و في حسن نوايانا ، و أفكارنا ..
و طريقة تفكيرنا ذاتها ..
/
أصبحنا .. نحسب ألف حساب لكل شيء
و لا نبوح بما يختلج في نفوسنا صراحة ..
لأننا نعرف الضريبة ، التي يمكن أن تلحقنا
إثر قول ذلك ، أو فعل ذلك !
/
نضطر أحيانا .. للتحفظ
و أحايين .. للتصنع
و أحايين أخرى .. لأن يكون لنا وجهان
واحد نظهره ، و الآخر نخفيه
كما نخفي عوراتنا عن أعين العامة !
/
أصبحنا .. بسبب هذه العلاقة
نسيء الظن كثيرا ..
و لا نحمل لأحد على الخير ..
و لا نلتمس له المبرر الحسن ..
و لا نعرف التفكير الأبيض !
/
حين ينطق شخص بأي مفردة ..
تدور في رأسنا .. ألف فكرة و فكرة ..
قد لا يكون من بينها .. واحدة حسنة !
/
تختلط لدينا .. المفاهيم
فـ نصبح و كأننا المترقبون ، لزلات الغير
و أنهم مدانون ، إن لم يثبتوا العكس ..
بل و يصبح أي فعل .. مرتبط بالخطيئة
طالما أن فاعله لم يقم بما يكفي ، لإثبات سلامته !
/
هل افتقدنا الصدق في هذا الزمن
إلى هذه الدرجة ؟!
/
لماذا لا نعيش على سجيتنا الطاهرة ..
قبل أن تلوثنا الحياة .. بملوثاتها ..
و نحسن الظن في الآخرين ..
و لا نفكر بهم .. في أي سوء
/
هل نحن نعيش الصراع في دواخلنا
إلى هذا الحد ؟!