قسوة الحياة
عندما أكون جالساً وحدي .... في غرفتي وفوق فراشي
وأشعر أن همومي ستخنقني .... وأحزاني ستغرقني
وأشعر بالحياة خالية فارغة سوداء .... وأشعر أنني أبحر وحيداً ؟
وسط دوامة من مفردات الحياة ...
وعندما لا يبقى أمامي إلا أحد حلين ::
فإما أن أطير فوق الغيوم مع طلاسم أحلامي ... وآمالي البعيدة بل المستحيلة ؟؟
وإما أن أغوص في مستنقع من الهموم والأحزان ... التي لا أجد لها مبرراً ؟
ولكن لما لا أجمع بين الاثنين
كيف ؟! فهل يستطيع العصفور الغوص في أعماق المحيطات ...؟
أم هل تستطيع السمكة التحليق عالياً ...؟
لماذا كل ما في الحياة مطلق ..
فإما فرح غامر أو حزن قاتل ..!!!
فالحزن مطلق والسعادة مطلقة ...
والأخيرة قلما تجدها فهي الآن كالقطع النادر ...
فلما كل هذه القسوة في الحياة
لماذا الحبيب يهجر .... ولما الصديق يغدر ؟؟
ولماذا زمني بحزني يأمر ؟؟؟
أنت يا أيه الذي تقرأ أسطري ... أرجوك لا تتهمني بالنظرة السوداوية للحياة ؟؟
وقبل أن تطلق حكمك علي ... أعد النظر في مفردات الحياة الشاملة
ومن ثم حلل هذه المفردات إلى أجزائها البسيطة ..
فتجد حقيقة الحياة
مهما كان ظاهرها سعيداً
فهي كالأفعى تتحيل سهوك
لتضربك الضربة القاسمة
التي تبقيك مكسوراً لما بقي من حياتك
ولكن مع هذا كله فالحياة لا تخلو .. من لحظات السعادة ..
ومنها لحظة الحب الصادقة
التي تنزه عن ملذات الجسد الشيطانية ...
ومع أنها قليلة بل نادرة
فعلينا أن نستغلها ..
ونعيشها بكل صدق وإخلاص
لأنها تمر كسراب ماء في الصحراء ...!
فلنعش هذه اللحظات
ولنبحث عنها
فهي العزاء الوحيد في هذه الحياة