انا هدير وارجوك ان تاتى وتلحق بالاميرة؟
فبلهفة سالتها
ماذا حدث؟
جاوبتنى
الاميرة تشاجرت مع امها واعترفت اليها بمابينكم وخرجت امها وهى تقسم انها ستخبر ابيها(ناجى صيام)فور عودته من رحلته فى الصحراء
فسالته
واين هى الان؟
انها على فراشها تبكى وتصرخ تنفرط روحها من جسدها دموعها قد فاضت فى بحر عذابها كاد القمر ان يبكى لبكاؤها ولولا شموخ الليل لكانت شفتيه اسمعت الخلق اهاته من هول مايحدث لها
ولكن ماتى لى اليك ان هو ان الاميرة قد خيل لعقلها ان الحياة قد انتهت وتفكر فى الانتحار بعد ان ضاق صدرها من ثرثرة امها بانها ستحرض ابيها على قتلك
فانتابنى الفزع الشديد لما اسمعته يحدث لحبيبتى وانا هنا مكتوفى الايد استنشق فوح الزهور واترك زهرة عمرى الذى مضيت عمرى ارويها بحبى
وقولت لها
اذهبى انتى وسالاحقك الان
فسالتنى
ماذا ستفعل؟
جاوبتها
ساذهب لحبيبتى اليس هذا من الطبيبعى ان تكون حبيبتى فى حاجة الى وهى تنشد احزانها بين جفونها
فنظرت الى بدهشة وسالتنى ؟
ايذهب ابن زعيم الماهرين لديار الصيامين دون بقدمه دون خوف؟
فجاوبتها
الان ....انا لست ابن الماهرين وليست هى ابنت عدونا اللدود (ناجى صيام) فالان ليس دورنا كابناء قبيلتنا معاديتان ولكن حان دورنا الذى خلقنا من اجله دور العاشقين الذين تحدوا عداء اهلهم وقرروا ان يكتبوا قصة حياة جديدة كنا ابطال روايتها
انى كنت تائه بين نيام الدروب وبين ظلام الفصول الاربعة ولم اجد هدى لروحى سوى قلب حبيبتى الذى اشاءت الاقدار ان يكون بين اسوار قبيلة
الاعداء
وانتظرت حتى جاء الفجر حتى ساد الظلام ارجاء اليابسة وذهبت الاشباح الى مضاجعها ولم يبقى سوى صوت العصفور الحزين الذى يغرد فوق اغصان الالم
وخرجت من البيت وقطعت الحقول عدوا بين ورودها ووثبت الطرقات جريا وسط ظلامها واختفى بريق القمر مع عاصفة من المطر الى ان وصلت الى قصر الصيامين
ونظرت الى اعلى فوجدت شرفتها على مصراعيها وغرفتها مضيئة فتسللت الاسوار وكان ضخما ولكنى تحديته وتسلقت حتى انه مزق ثيابى وجرح يدى ولم اشعر بشئ لان خوفى على حبيبتى انسانى الدنيا وخالقيها حتى انه اذا قبضت السماء روحى فلن اشعر فربى يعلم انى مجرد جسد هامد بغير حبيبتى
فتسلقت حتى وصلت الى شرفتها ودخلتها واخذت ادير النظرات هنا وهناك بحثا عنها حتى وجدتها على فراشها تبكى وسط ضوء الشموع التى لم تنتهى من نيرانها وسط هطول الامطار وكانها اشبه بسيمفونية جميلة تعزفها حبيبتى دون ان تدرى
فاقتربت منها وهى لاتشعر بوجودى وهمست بين اذنيها(حبيبتى ) فالتفت خلفها ووجدتنى وقالت
ماذا تفعل هنا؟ الا تعلم انك فى بيت ممن يريدون قتلك؟
جاوبتها
جئت لامسح تلك الدموع التى تبكى من اجلى
جئت لازيك تلك الاهات التى تتالم
جئت جوادا لاحمل اميرتى فوق ظهرى
فجاوبتنى فزعا
لابد ان تخرج من هنا؟ انى اخاف عليك حبيبى فالانظار حولك اصبحت كبيرة بعد ان علم الجميع بما بينتا
فحاورتها
حبيبتى طالما كنت بجانبك فلا اخشى شئ فانتى حياتى ومماتى واذا كان نصيبى ان اموت الان بين يديكى وتحت عينيكى فاهلا بسيد الموت؟
فوجدتها تبكى فمديت يدى وازالت اهاتها واقبلت نحوى وارتمت بين احضانى وظلت تبكى ثمحدثتها
اتبكين ياحبيبتى؟ اتبكين ياسيدة الدهر؟
اتبكين وانتى من علمتى قلبى ان يضحك؟
وبينما كنا فى مناجتنا فاذا بقائد الحرس (محمد داود) يعلن فى القصر بان هناك لص قد تسلل الى القصر وامر جنوده بالبحث عنه فى كل مكان حتى انه جاء بنفسه لغرفة الاميرة ليسالها عما هل رات احد يتسلل الى القصر؟فجاوبته الاميرة
لا لم ارى احدا
وانتظرنا حتى انتهى الضوضاء وانفض القصر وذهب الجميع لفراشه
فوجدتها تحدثنى
لايجب ان تكون هنا فالعيون ستظل ساهرة تراقب مايحدث داخل القصر مادام ابى خارج البلاد
فسالتها
لما كل هذا؟ فالجميع فرغ الى نومه ولم يعد احدا!
فجاوبتنى كلا ان (محمد داود) يريد ان يثبت لوالدى انه القائد الشجاع الذى يحمى عرين المملكة اثناء سفر زعيمها
فسالتها ؟
ولما يفعل ذلك؟
جاوبتنى
لن يهم الحديث الان فالاهم ان تخرج من القصر حتى لا تقع فى ايديهم
فجاوبتها
لن اخرج من هنا بدونك
فحاورتنى
كيف؟ انى لا استطيع الخروج فامى اوصت بعدم خروجى من البيت لحين عودة ابى
فحدثته
كما قولت لن اخرج بدونك وسنخرج خفية وستعودى خفية لن يشعر احدا بنا
فسالتنى
كيف؟
قولت لها
ساخبرك ولكنى اريدك ان توصلينا بمكان نستطيع الخروج منه
فقالت
هناك باب خاص يخرج منه الخدم ولكن هذا الطريق محفور بالخواطر
فجاوبتها
طالما سنكون سويا فلن يهمنا شئ
وخرجنا سويا من الغرفة وهى تسبقنى والجميع نيام والقصر هادئ وهى تصحبنى الى مكان الباب الذى سننفذ منه حتى وصلنا اليه وخرجنا من القصر تحت عاصفة من الظلام تحيط بجوانب الليل حتى اهتدينا الى مكان هادئ تحيطه الاشجار يمينا وتغطيه الامطار يسارا فجلسنا تحت مظلة القمر الذى ترك كل عاشقيه واتى ليصاحبنا الليلة
ثن نظرت الى حبيبتى وهى هائمة فى نظراتها الى القمر وحدثتها
مابكى حبيبتى ؟
جاوبتنى لا شئ لاتقلق حبيبى انه جنون ليلة قد اتى ثم انصرف سريعا
فسالتهاولكنى ارى عيونا غارقة فى البكاء ودموعا تنشطر واهات تندلع من بين شفاهك
فحدثتنى
اهذا ذنبنا؟
اهذا ذنبنا اننا احببنا اهذا غلطتنا اننا عشقنا لماذا تفعل معنا هذه الحياة وهى تعلم اننا روح تتقاسم فى جسدان اهذا ذنبا الذى لا يغفر اننا ارادنا الحب ورفضنا العداء
ولما يفعل البشر كل هذا؟ انهم يريدون شقائى؟ لايعرفون كم احبك ؟ لايعرفون انى ولدت بين يديك واستوطنت بين مذاهب قلبك؟ كم من الاحلام بنيناها ؟ وكم من الامال عقدناها؟
فحدثته
لاتخافى حبيبتى قد تكون الاقدار خائنة وقد تكون الظنون خائبة قد يكذبون وقد يضللون ولكنهم لن يستطيعوا فراقنا
وبينما نتحدث فاذا بوردة حمراء تسقط امامى من فوق غصونها فنظرت حبيبتى اليها وقالت
ما رايك ان ياخذ كلا منا هذه الوردة ويناجيها فى سره بمايريد؟
فجاوبته
وبما ستانجينها اميرتى؟
فحدثتنى
لن اخبرك بما اناجيه فهذا سيكون سرا بينى وبين وردتى
فجاوبتها
ولكن الوردة ستقول لى بماذا ناجيتها
حدثتنى
لا انه وردة امينة لاتفشى اسرارى
فقولت لها
افعلى فيها كما تشائ وسترى الوردة وهى تخبرنى بما حدثتيها
فاخذت الوردة بين شفتيها وناجيتها بصمت ثم اعطتنى اياها
فنظرت اليها وداعبتنى
ماذا قالت لك الوردة ايها الساحر ؟
حدثتها
قالت ان قاطفتها تتمنى امنية وتريد تحقيقها
فضحكت وقالت
ماهى ؟
ان تظل بجوار حبيبها حتى نهاية عمرها
فقالت
يالها من زهرة خادعة اتفشى امنيتى؟
ثم نظرت الي وهمست
حبيبى (احبك)
فنظرت اليها واقبلت نحوها وهمست بين اذنيها
حبيبتى احببتك امس وصرت عشقى اليوم وغدا ستظلى اسيرتى
فاقبلت نحو شفتيها ناسيا كل مايحدث تاركا عالم الواقع سابحا فى روعة الخيال ثم قبلتها قبلة الحب وضعتها بين رحيق شفتيها وارسلت معها كل اشواقى الدفينة واطفئت بها نيران العذاب بداخلى ثم احتضنتها وضمتها بين ضلوعى وسط رياح العشق التى تهب نحونا
وبينما كنا فى عالمنا الخاص فاذا بصوت يصرخ ويقول
كفاكم ايها النرجسسين؟
فنظرنا وراينا.............
وانتظروا بقية الاحداث فى الجزء القادم
اتمنى ان تنال على اعجابكم
احمد الانصارى